فصل: باب فضائل الصحابة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


سليمان عليه السلام

35584- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ بينما امرأتان نائمتان معهما ولداهما عدا الذئب عليهما فأخذ ولد إحداهما فاختصمتا إلى داود في الباقي، فقضى به للكبرى منهما، فخرجتا فلقيهما سليمان بن داود فقال‏:‏ ما قضى بله الملك بينكما‏؟‏ قالت الصغرى‏:‏ قضى به للكبرى؛ قال سليمان‏:‏ هاتوا السكين فأشقه بينكما، قالت الصغرى‏:‏ هو للكبرى دعه لها، فقال سليمان‏:‏ هو لك خذيه - يعني للصغرى حين رأى رحمتها له‏.‏ قال أبو هريرة‏:‏ وما سمعت بالسكين قط إلا يومئذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كنا نسميها إلا المدية‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

 باب فضائل الصحابة

 فصل في فضلهم اجمالا

35585- ‏{‏مسند عمر‏}‏ عن الأشتر النخعي قال‏:‏ لما قدم عمر بن الخطاب الشام بعث إلى الناس فنودوا أن الصلاة جامعة عند باب الجابية، فلما صفوا قام فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحق عليه ذكره ثم قال لهم‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن يد الله على الجماعة والفذ من الشيطان - وفي لفظ‏:‏ مع الشيطان - وإن الحق أصل في الجنة، وإن الباطل أصل في النار، ألا‏!‏ وإن أصحابي خياركم فأكرموهم، ثم القرن الذين يلونهم، ثم القرن الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب والهرج‏.‏

‏؟‏‏؟‏التخريج ناقص‏؟‏‏؟‏

35586- عن زاذان قال‏:‏ قدم علينا عمر بن الخطاب بالجابية على بعير مقتب عليه عباءة قطوانية وبيده عنزة فقال‏:‏ أيها الناس‏!‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم بكى، ثم قال‏:‏ سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ أيها الناس‏!‏ عليكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثة قرون، ثم يجيء قوم لا خير فيهم، يشهدون ولا يستشهدون، ويحلفون، ولا يستحلفون، من سره أن ينزل بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، ألا إن الواحد شيطان وهو من الاثنين أبعد، ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35587- عن علي قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ أنهى عن أصحابي من شهد أني رسول الله أن يقول لهم سوءا وقد رضي الله عنهم وقال لهم في كتابه خيرا، ولكن احفظوني في أصحابي فإنهم أكثر همي، رفضني الناس وضموني، وكذبني الناس وصدقوني، وقاتلني الناس ونصروني، ثم لأنصار خاصة فجزاهم الله عني خيرا فإنهم الشعار دون الدثار ‏(‏فإنهم الشعار دون الدثار‏:‏ هو الثوب الذي يكون فوق الشعار، يعني هم الخاصة والناس العامة‏.‏ النهاية 2/100‏.‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ ‏(‏الفقرة الأخيرة من الحديث هو في الصحيحين وغيره من كتب السنة ولكنك أيها القارئ قد عرفت الطريق الذي سلكناه في العزو للأحاديث فأقول‏:‏ الحديث في صحيح مسلم كتاب الزكاة باب اعطاء المؤلفة رقم ‏(‏139‏)‏‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35588- عن البراء قال‏:‏ لا تسبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالذي نفسي بيده‏!‏ لمقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم عمره‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35589- ‏{‏مسند ابن مسعود‏}‏ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الناس أفضل‏؟‏ قال‏:‏ قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم‏.‏

‏(‏أبو نعيم في المعرفة‏)‏‏.‏

35590- عن ابن مسعود قال‏:‏ إن الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه، ثم نظر في قلوب الناس بعده فاختار له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه، وما رآه المؤمنون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحا فهو عند الله قبيح‏.‏

‏(‏ط وأبو نعيم‏)‏‏.‏

 فصل في تفضيلهم

فضل الصديق رضي الله عنه

35591- عن أبي بكر قال‏:‏ قرئت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏(‏يا أيتها النفس المطمئنة‏.‏ ارجعي إلى ربك راضية مرضية‏.‏‏)‏ فقلت‏:‏ ما أحسن هذا يا رسول الله‏!‏ فقال‏:‏ يا أبا بكر‏!‏ أما إن الملك سيقولها لك عند الموت‏.‏

‏(‏الحكيم‏)‏‏.‏

35592- عن أبي جعفر قال‏:‏ كان أبو بكر يسمع مناجاة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يراه‏.‏

‏(‏ابن أبي داود في المصاحف، كر‏)‏‏.‏

35593- عن أبي بكر قال‏:‏ ما دخلني اشفاق من شيء ولا دخلني في الدين وحشة إلى أحد بعد ليلة الغار، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى إشفاقي عليه وعلى الدين قال لي‏:‏ هون عليك، فإن الله عز وجل قد قضى لهذا الأمر بالنصر والتمام‏.‏

‏(‏ابن عساكر‏)‏‏.‏

35594- عن عائشة قالت‏:‏ لما حضرت أبا بكر الوفاة قال‏:‏ أي بنية‏!‏ إنه ليس أحد أحب إلي غنى منك، ولا أعز علي فقرا منك وإني قد كنت نحلتك جداد ‏(‏جداد‏:‏ ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه ‏(‏قال لعائشة‏:‏ إني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا‏)‏ النهاية 1/245‏.‏ ب‏.‏

والجداد - بالفتح والكسر -‏:‏ صرام النخل، وهو قطع ثمرتها‏.‏ يقال‏:‏ جد الثمرة يجدها جدا‏.‏ النهاية 1/244‏.‏ ب‏)‏ عشرين وسقا من أرضي التي بالغابة وإنك لو كنت حزتيه كان لك فإذا لم تفعلي إنما هو للوارث وإنما هما أخواك وأختاك، قلت‏:‏ هل هي إلا أم عبد الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم، وذو بطن ابنة خارجة قد ألقي في نفسي أنها جارية فأحسنوا إليها، فولدت أم كلثوم‏.‏

‏(‏عب وابن سعد، ش، ق‏)‏‏.‏

35595- عن القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لعائشة‏:‏ يا بنية‏!‏ إني نحلتك نخلا من خيبر وإني أخاف أن أكون آثرتك على ولدي وإنك لم تكوني حزتيه فرديه على ولدي، فقالت‏:‏ يا أبتاه‏!‏ لو كانت لي خيبر بجدادها لرددتها‏.‏

‏(‏عب‏)‏‏.‏

35596- عن أفلح بن حميد عن أبيه قال‏:‏ كان المال الذي نحل عائشة بالعالية من أموال بني النضير بئر حجر كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ذلك المال فأصلحه بعد ذلك أبو بكر وغرس فيه وديا ‏(‏وديا‏:‏ الودى - بتشديد الياء -‏:‏ صغار النخل‏:‏ الواحدة‏:‏ ودية‏.‏ النهاية 5/170‏.‏ ب‏)‏‏.‏

‏(‏ابن سعد‏)‏‏.‏

35597- عن مسروق قال‏:‏ مر صهيب بأبي بكر فأعرض عنه فقال‏:‏ ما لك أعرضت عني‏؟‏ أبلغك شيء تكرهه‏؟‏ قال‏:‏ لا والله‏!‏ لا رؤيا رأيتها لك كرهتها، قال‏:‏ وما رأيت‏؟‏ قال‏:‏ رأيت يدك مغلولة إلى عنقك على باب رجل من الأنصار يقال له أبو الحشر، فقال له أبو بكر‏:‏ نعم ما رأيت‏!‏ جمع الله لي ديني إلى يوم الحشر‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

35598- عن أبي العالية الرياحي قال‏:‏ قيل لأبي بكر الصديق‏:‏ هل شربت الخمر في الجاهلية‏؟‏ فقال‏:‏ أعوذ بالله‏!‏ فقيل له‏:‏ ولم قال‏:‏ كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عرضه ومروءته، قال‏:‏ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ صدق أبو بكر مرتين‏.‏

‏(‏أبو نعيم في المعرفة، كر‏)‏‏.‏

35599- عن عائشة قالت‏:‏ ما شرب أبو بكر خمرا في الجاهلية ولا في الإسلام‏.‏

‏(‏الدينوري في المجالسة‏)‏‏.‏

35600- عن عائشة قالت‏:‏ لما توفي صلى الله عليه وسلم اشرأب ‏(‏اشرأب‏:‏ أي‏:‏ ارتفع وعلا‏.‏ 2/455‏.‏ ب‏)‏ النفاق وارتدت العرب وانحازت الأنصار، فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها ‏(‏لهاضها‏:‏ أي‏:‏ لكسرها‏.‏ والهيض‏:‏ الكسر بعد الجبر‏.‏ وهو أشد ما يكون من الكسر‏.‏ النهاية 5/288‏.‏ ب‏)‏، فما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بفنائها وفصلها، قالوا‏:‏ أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فما وجدنا عند أحد من ذلك علما، فقال أبو بكر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ما من نبي يقبض إلا دفن تحت مضجعه الذي مات فيه، قالت‏:‏ واختلفوا في ميراثه فما وجدوا عند أحد من ذلك علما، فقال أبو بكر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة‏.‏

‏(‏أبو القاسم البغوي وأبو بكر في الغيلانيات، كر‏)‏ ‏(‏وهكذا أخرجه الترمذي عن عائشة كتاب الجنائز رقم 1023 وقل هذا حديث غريب‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35601- عن الزهري قال‏:‏ قال رجل لأبي بكر‏:‏ ما أحد من الناس بعد نفسي أحب إلي صلاحا منك، فقال‏:‏ ومن نفسك‏؟‏ قال‏:‏ في بعض الأمور‏.‏

‏(‏حم في الزهد‏)‏‏.‏

35602- عن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب ذكر أبا بكر على المنبر فقال‏:‏ إن أبا بكر كان سابقا مبرزا‏.‏

‏(‏ش، حم فيه وخيشمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة‏)‏‏.‏

35603- عن سهل بن سعد قال‏:‏ كان أبو بكر لا يلتفت في صلاته‏.‏

‏(‏حم فيه‏)‏‏.‏

35604- عن معاوية بن أبي سفيان قال‏:‏ إن الدنيا لم ترد أبا بكر ولم يردها، وأرادت ابن الخطاب فلم يردها‏.‏

‏(‏حم‏)‏‏.‏

35605- عن عائشة أن أبا بكر لم يقل شعرا في الإسلام قط حتى مات، وأنه قد كان حرم الخمر هو وعثمان في الجاهلية‏.‏

‏(‏ابن أبي عاصم في السنة‏)‏‏.‏

35606- عن زيد بن علي بن الحسين قال‏:‏ سمعت أبي علي بن الحسين يقول‏:‏ سمعت أبي الحسين بن علي يقول‏:‏ قلت لأبي بكر‏:‏ يا أبا بكر‏!‏ من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال لي‏:‏ أبوك، فسألت أبي عليا فقلت‏:‏ من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ أبو بكر‏.‏

‏(‏الدغولي، كر‏)‏‏.‏

35607- عن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيستسقي لها ويقوم بأمرها، وكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة فلا يسبق إليها، فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها وهو خليفة، فقال عمر‏:‏ أنت لعمري‏.‏

‏(‏خط‏)‏‏.‏

35608- عن مالك أن رجلا دعا أبا بكر الصديق في الجاهلية إلى حاجة له استصحبه أن لا يمر في طريق غير التي يمر فيها، فقال أبو بكر‏:‏ أين تذهب عن هذه الطريق‏؟‏ قال‏:‏ إن فيها ناسا نستحي منهم أن نمر عليهم، فقال أبو بكر‏:‏ تدعوني إلى طريق تستحي منها‏!‏ ما أنا بالذي أصاحبك فأبى أن يتبعه‏.‏

‏(‏الزبير ابن بكار‏)‏‏.‏

35609- عن عائشة قالت‏:‏ حرم أبو بكر الخمر في الجاهلية فلم يشربها في جاهلية ولا إسلام؛ وذلك أنه مر برجل سكران يضع يده في العذرة ويدنيها من فيه فإذا وجد ريحها صدف ‏(‏صدف‏:‏ صدف عنه‏:‏ أعرض، وبابه ضرب وجلس‏.‏ المختار 284‏.‏ ب‏)‏ عنها، فقال أبو بكر‏:‏ إن هذا لا يدري ما يصنع، فحرمها‏.‏

‏(‏حل‏)‏‏.‏

35610- عن ابن شهاب قال‏:‏ كان من فضائل أبي بكر الصديق أنه لم يكفر بالله ساعة‏.‏

‏(‏اللالكائي‏)‏‏.‏

35611- عن عمر‏:‏ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي، فقلت‏:‏ اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما أبقيت لأهلك‏؟‏ قلت، أبقيت لهم، قال‏:‏ ما أبقيت لهم‏؟‏ قلت‏:‏ مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال‏:‏ يا أبا بكر‏!‏ ما أبقيت لأهلك‏؟‏ فقال‏:‏ أبقيت لهم الله ورسوله‏.‏ قلت‏:‏ لا أسبقه إلى شيء أبدا‏.‏

‏(‏الدارمي، د، ت وقال‏:‏ حسن صحيح ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب مناقب أبي بكر الصديق رقم 3757 وقال حسن صحيح‏.‏ ص‏)‏، والشاشي وابن أبي عاصم وابن شاهين في السنة، ك، حل، ق، ض‏)‏‏.‏

35612- عن عائشة عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ أبو بكر سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏ت وقال‏:‏ هذا حديث صحيح ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب مناقب أبي بكر الصديق رقم 3739 وقال هذا حديث صحيح غريب‏.‏ ص‏)‏ غريب، وابن أبي عاصم، حب، ك، ص‏)‏‏.‏

35613- عن محمد بن سيرين قال‏:‏ ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر، فبلغ ذلك عمر فقال‏:‏ والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر‏!‏ وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا أبا بكر‏؟‏ ما لك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي‏؟‏ فقال‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد ‏(‏الرصد‏:‏ - بفتحتين - القوم يرصدون كالحرس، يستوى فيه الواحد والجمع والمؤنث‏.‏ المختار 194‏.‏ ب‏)‏ فأمشي بين يديك‏:‏ فقال‏:‏ يا أبا بكر‏!‏ لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني‏؟‏ قال‏:‏ نعم، والذي بعثك بالحق‏!‏ ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك، فلما انتهينا إلى الغار قال أبو بكر‏:‏ مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الجحرة فقال‏:‏ مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة فدخل واستبرأ ثم قال‏:‏ انزل يا رسول الله‏!‏ فنزل، قال عمر‏:‏ والذي نفسي بيده‏!‏ لتلك الليلة خير من آل عمر‏.‏

‏(‏ك، ق في الدلائل‏)‏ ‏(‏أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الهجرة ‏(‏3/6‏)‏ وقال صحيح وأقره الذهبي وقال صحيح مرسل‏.‏ ص‏)‏‏.‏

35614- عن هزيل بن شرحبيل قال قال عمر بن الخطاب‏:‏ لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم‏.‏

‏(‏معاذ في زيادات مسند مسدد والحكيم وحسنه في فضائل الصحابة، ورسته في الإيمان، هب‏)‏‏.‏

35615- عن ضبة بن محصن العنزي قال قلت لعمر بن الخطاب‏:‏ أنت خير من أبي بكر، فبكى وقال‏:‏ والله‏:‏ لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر عمر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، يا أمير المؤمنين‏!‏ قال‏:‏ أما ليلته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم هاربا من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما هذا يا أبا بكر‏؟‏ ما أعرف هذا من فعلك‏؟‏ فقال‏:‏ يا رسول‏!‏ أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، فمشى رسول صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآه أبو بكر قد حفيت رجلاه حمله على كاهله وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار فأنزله ثم قال‏:‏ والذي بعثك بالحق‏!‏ لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك‏:‏ فدخل فلم ير شيئا فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقمه قدمه فجعل يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي وجعلت دموعه تنحدر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له‏:‏ يا أبا بكر‏!‏ لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته طمأنينة لأبي بكر - فهذه ليلته‏.‏ وأما يومه فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فقال بعضهم‏:‏ نصلي ولا نزكي وقال بعضهم‏:‏ لا نصلي ولا نزكي، فأتيته ولا آلو نصحا فقلت‏:‏ يا خليفة رسول الله‏!‏ تألف الناس وارفق بهم، فقال‏:‏ جبار في الجاهلية خوار في الإسلام‏!‏ فيما ذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو سحر مفتري‏؟‏ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتفع الوحي فوالله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه‏؟‏ فقاتلنا معه، وكان والله رشيد الأمر‏!‏ فهذا يومه‏.‏

‏(‏الدينوري في المجالسة وأبو الحسن ابن بشران في فوائده، ق في الدلائل واللالكائي في السنة‏)‏‏.‏

35616- عن سالم بن عبيد وكان من أهل الصفة قال‏:‏ أخذ عمر بيد أبي بكر فقال له‏:‏ من له هذه الثلاثة‏؟‏ إذ يقول لصاحبه - من صاحبه‏؟‏ إذ هما في الغار - من هما‏؟‏ لا تحزن إن الله معنا‏.‏

‏(‏ابن أبي حاتم‏)‏‏.‏

35617- عن ميمون قال‏:‏ قال رجل لعمر بن الخطاب‏:‏ ما رأيت مثلك؛ قال‏:‏ رأيت أبا بكر‏؟‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ لو قلت‏:‏ نعم إني رأيته، لأوجعتك ضربا‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

35618- عن ابن عباس أن عمر قال‏:‏ لا أسمع بأحد يفضلني على أبي بكر إلا جلدته أربعين‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

35619- عن الحسن قال‏:‏ قال عمر‏:‏ وددت أني في الجنة حيث أرى أبا بكر‏.‏

‏(‏ش‏)‏‏.‏

35620- عن عمر قال‏:‏ أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا - يعني بلالا‏.‏

‏(‏ابن سعد، ش، خ، ك والخرائطي في مكارم الأخلاق وأبو نعيم‏)‏‏.‏

35621- عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ حدثني عمر بن الخطاب أنه ما سابق أبا بكر إلى خير قط إلا سبقه به‏.‏

‏(‏الديلمي، كر‏)‏‏.‏

35622- عن أبي رجاء قال‏:‏ قدمت المدينة فرأيت عمر يقبل رأس أبي بكر‏.‏

‏(‏ابن السمعاني في الذيل‏)‏‏.‏

35623- عن زياد بن علاقة قال‏:‏ رأى عمر رجلا يقول‏:‏ إن هذا لخير الأمة بعد نبيها، فجعل عمر يضرب الرجل بالدرة ويقول‏:‏ كذب الآخر، لأبو بكر خير مني ومن أبي ومنك ومن أبيك‏.‏

‏(‏خيشمة في فضائل الصحابة‏)‏‏.‏

35624- عن يحيى بن سعيد قال‏:‏ ذكر عمر بن الخطاب فضل أبي بكر الصديق فجعل يصف مناقبه ثم قال‏:‏ وهذا سيدنا وبلال حسنة من حسنات أبي بكر‏.‏

‏(‏أبو نعيم‏)‏‏.‏

35625- عن الحسن عن أبي رجاء العطاردي قال‏:‏ أتيت المدينة فإذا الناس مجتمعون وإذا في وسطهم رجل يقبل رأس رجل ويقول‏:‏ أنا فداؤك‏؟‏ لولا أنت هلكنا، فقلت‏:‏ من المقبل ومن المقبل‏؟‏ قال‏:‏ ذاك عمر بن الخطاب يقبل رأس أبي بكر في قتال أهل الردة الذين منعوا الزكاة‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

35626- عن عمر قال‏:‏ وددت أني شعرة في صدر أبي بكر‏.‏

‏(‏مسدد‏)‏‏.‏

35627- عن عمر قال‏:‏ خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر فمن قال غير هذا بعد مقامي هذا فهو مفتر وعليه ما على المفتري‏.‏

‏(‏اللالكائي‏)‏‏.‏

35628- عن الحسن قال‏:‏ كان لعمر عيون على الناس فأتوه فأخبروه أن قوما اجتمعوا ففضلوه على أبي بكر، فغضب وأرسل إليهم فأتي بهم فقال‏:‏ يا شر قوم‏!‏ يا شر حي‏!‏ يا سيد الحصان‏!‏ فقالوا‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ لم تقول لنا هذا‏؟‏ ما شأننا‏؟‏ فأعاد ذلك عليهم ثلاث مرات ثم قال بعد‏:‏ لم فرقتم بيني وبين أبي بكر الصديق‏؟‏ فوالذي نفسي بيده‏؟‏ لوددت أني من الجنة حيث أرى فيها أبا بكر مد البصر‏.‏

‏(‏أسد بن موسى في فضائل الشيخين‏)‏‏.‏

35629- عن جبير بن نفير أن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب‏:‏ والله‏!‏ ما رأينا رجلا أقضى بالقسط ولا أقول بالحق ولا أشد على المنافقين منك يا أمير المؤمنين‏!‏ فأنت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عوف بن مالك‏:‏ كذبتم، والله‏!‏ لقد رأينا خيرا منه بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ من هو يا عوف‏؟‏ فقال‏:‏ أبو بكر، فقال عمر‏:‏ صدق عوف وكذبتم، والله‏!‏ لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك وأنا أضل من بعير أهلي‏.‏

‏(‏أبو نعيم في فضائل الصحابة، قال ابن كثير‏:‏ إسناده صحيح‏)‏‏.‏

35630- عن جابر قال‏:‏ ضرب المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه، فجاء أبو بكر فقال‏:‏ سبحان الله‏!‏ أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله‏؟‏ فقالوا‏:‏ من هذا‏؟‏ قيل‏:‏ ابن أبي قحافة المجنون‏.‏

‏(‏ع، ه‏)‏‏.‏